أخبارالعالم ?سياسىة

6 ادعاءات مضللة في خطاب ترامب أمام الكنيست

صعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب منصة الكنيست أول أمس الاثنين، وأطلق خطابا وصفه بـ “الفجر التاريخي للشرق الأوسط الجديد”، مؤكدا أن الاتفاقات الأخيرة تمهّد لعهد جديد من “السلام والازدهار” في المنطقة.

وجاء حديثه قبل توجهه إلى قمة شرم الشيخ التي جمعت قادة دوليين لبحث سبل إنهاء الحرب المستمرة في غزة، ورافق خطاب ترامب تصفيق رسمي وعبارات تفخيمية عن “نصر حاسم” و”عودة الرهائن” و”إنهاء صراعات دولية”.

تضمن خطاب ترامب مواقف ومزاعم عدة بارزة، من إعلان أنهى “8 حروب في 8 أشهر”، إلى تأكيدات حول “تدمير منشآت نووية إيرانية” وادعاءات حول عدد قتلى الحرب في أوكرانيا، مرورا بتصريحات عن انتهاء حزب الله.

فريق “الجزيرة تحقق” دقق في نص الخطاب وتصريحاته، وراجع المصادر الإعلامية والدبلوماسية والعسكرية ذات الصلة، لنعرض فحصا مفصلا لأبرز هذه الادعاءات.

إنهاء 8 حروب

زعم ترامب أن إدارته “أنهت 8 حروب في 8 أشهر”، وهو تصريح مبالغ فيه إلى حد بعيد، فبينما شاركت واشنطن في اتفاقات تهدئة محدودة بين إسرائيل وإيران، والهند وباكستان، وأرمينيا وأذربيجان، فإن معظم هذه التفاهمات كانت جزئية ومؤقتة، وبعضها انهار لاحقا.

على سبيل المثال، في حالة النزاع بين إسرائيل وإيران، رغم أن ترامب دعم إسرائيل بضغوط على إيران، فإن الوساطة القطرية كانت أيضا عنصرا حاسما في التوصل إلى وقف إطلاق النار.

وبالمثل، في نزاع الهند وباكستان حول كشمير، كانت المفاوضات التي توسطت فيها الولايات المتحدة قد ساهمت في تهدئة الوضع، ولكن كلا البلدين لا يعترف بالكامل بجهود ترامب.

في المقابل، استمر العنف في مناطق أخرى، مثل الكونغو ورواندا، رغم توقيع اتفاق سلام مؤقت في يونيو/حزيران، وسقط مئات المدنيين بعده.

أما في النزاع الكمبودي التايلندي، فتبادل الطرفان الاتهامات بانتهاك الهدنة، كما أن الخلاف بين مصر وإثيوبيا حول سد النهضة لم يُحلّ بعد، بينما لا توجد مؤشرات على أن حربا كانت وشيكة بين كوسوفو وصربيا.

ورغم نجاحه في رعاية اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، فإن الاتفاق متعدد المراحل، وما زال تنفيذه قيد الاختبار.

طائرات “بي-2” الشبحية

كما ورد في خطاب ترامب خطأ فادح في الشق العسكري عندما قال “أصدرنا أمرا بشراء 28 طائرة “بي-2” إضافية”، في إشارة إلى القاذفة الشبح الأميركية الشهيرة “بي-2”.

غير أن هذا الادعاء يتعارض مع الحقائق العسكرية الموثقة، إذ إن إنتاج هذا الطراز من القاذفات توقف نهائيا منذ عام 2000 بعد تصنيع 21 طائرة فقط دخل معظمها الخدمة الفعلية، في ين خرج عدد محدود منها عن الخدمة لأسباب فنية وحوادث تشغيلية.

وتشير بيانات قيادة سلاح الجو الأميركي إلى أن الولايات المتحدة لم تُصدر أي أوامر جديدة لتصنيع طائرات من طراز “بي-2” منذ أكثر من عقدين، وأن التركيز الحالي في المشتريات والاستثمارات الدفاعية موجّه نحو القاذفة الأحدث “بي-21 ريدر”، التي تمثل الجيل القادم من الطائرات الشبحية الإستراتيجية، والمقرر أن تحل تدريجيا محل طرازي “بي-1″ و”بي-2” خلال السنوات المقبلة.

قتلى الحرب الأوكرانية

أثار تصريح ترامب بشأن الحرب في أوكرانيا موجة واسعة من التشكيك، بعدما قال في خطابه إن “7 آلاف جندي شاب يقتلون أسبوعيا في أوكرانيا”، في إشارة إلى حجم الخسائر البشرية في الحرب المستمرة منذ عام 2022.

غير أن هذا الرقم مبالغ فيه بشدة وغير مدعوم بأي مصدر موثوق، وفق ما أكدت مصادر مستقلة وتقارير دولية وأوكرانية رسمية.

فبحسب بيانات هيئة الأركان الأوكرانية وتصريحات وزارة الدفاع في كييف، لا توجد أي تقديرات تشير إلى خسائر بشرية بهذا المعدل الأسبوعي، وحتى في أكثر الفترات دموية من الحرب -مثل معارك باخموت وأفدييفكا- لم تقترب الأرقام المعلنة من هذا المستوى.

كما لم تنشر أي من المنظمات الدولية أو مراكز الدراسات العسكرية الغربية تقديرات تقارب هذا الرقم، سواء في صفوف الجيش الأوكراني أو القوات الروسية.

وتؤكد وسائل الإعلام الأوكرانية، استنادا إلى الإحصاءات الرسمية والبيانات الدورية الصادرة عن وزارة الدفاع، أن خسائر القوات الأوكرانية تتفاوت بشكل كبير من أسبوع إلى آخر بحسب طبيعة الجبهات والعمليات، لكنها لا تصل إطلاقا إلى 7 آلاف قتيل أسبوعيا.

وبحسب تقديرات مراكز أبحاث أوروبية ووكالات استخبارات غربية، تراوح إجمالي الخسائر البشرية من الجانبين -قتلى وجرحى- بين 500 وألف فرد يوميا في ذروة المعارك، وهو ما يعادل تقريبا من 3500 إلى 7 آلاف قتيل وجريح أسبوعيا، أي أن الرقم الذي ذكره ترامب ضاعف الخسائر القتالية عدة مرات وأغفل التفريق بين القتلى والمصابين.

برنامج إيران النووي

ادّعى ترامب أن الولايات المتحدة “ألقت 14 قنبلة على منشآت إيران النووية ودمرتها بالكامل” في عملية المطرقة منتصف الليل (Operation Midnight Hammer)، لكن التحقق يظهر أن النتائج غير مؤكدة، إذ لم تُنشر أي تقييمات استخباراتية علنية تؤكد “تدميرا كاملا”.

وبعد أكثر من 3 أشهر على الهجوم على منشأة فوردو النووية، لا توجد تقديرات رسمية لحجم الأضرار، حيث تشير تقارير استخباراتية ومنها إسرائيلية إلى أن الضرر أحدث تأخيرا كبيرا في البرنامج، لكنه لم يدمر بالكامل، كما أن البرنامج لم “يُمحَ” بشكل نهائي.

خنجر حزب الله

كما تطرق الرئيس الأميركي في خطابه أمام الكنيست إلى ما سماه “خنجر حزب الله”، مدعيا أن هذا “الخنجر قد تحطم بالكامل”، ومؤكدا أن الرئيس اللبناني الجديد سيتولى “نزع سلاح الحزب بشكل دائم”، في إشارة إلى ما اعتبره نهاية لقدرة حزب الله العسكرية في لبنان، وهو ادعاء مضلل؛ فرغم تراجع حزب الله التكتيكي، فإن “التحطيم التام” و”نزع سلاحه الدائم” لم يتحققا على الأرض.

السيسي وهيلاري

ادّعى ترامب أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي “لم يقابل هيلاري كلينتون إلا لثانيتين”، بينما تشير السجلات إلى العكس تماما.

زر الذهاب إلى الأعلى